سورة هود - سورة 11 - تعداد آيه 123
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ
أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ
وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ
وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ
وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ
إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ
فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ
مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ
أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ
أُولَـئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ
أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ
فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ
وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ
وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْرًا اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ
قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ
قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ
وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ
وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ
فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ
حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ
وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ
قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ
قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ
تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ
يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ
قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ
إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ
مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ
إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ
وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ
وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ
وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ
قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ
وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ
فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ
فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ
وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ
كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ
وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُـشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ
فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ
وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ
قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ
قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ
إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ
يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ
وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ
وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ
قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ
قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ
فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ
مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ
وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ
بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ
قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ
وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ
قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءكُمْ ظِهْرِيًّا إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ
وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ
كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ
إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ
يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ
وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ
ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ
وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ
وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ
وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ
يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ
خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ
وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ
فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ
وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ
وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ
وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ
وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ
إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ
وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ
وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ
وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
سوره هود
به نام خداوند بخشنده بخشايشگر
الر، اين كتابى است كه آياتش استحكام يافته; سپس تشريح شده و از نزد خداوند حكيم و آگاه (نازل گرديده) است! (1)
(دعوت من اين است) كه: جز «الله» را نپرستيد! من از سوى او براى شما بيم دهنده و بشارت دهندهام! (2)
و اينكه: از پروردگار خويش آمرزش بطلبيد; سپس بسوى او بازگرديد; تا شما را تا مدت معينى، (از مواهب زندگى اين جهان،) به خوبى بهرهمند سازد; و به هر صاحب فضيلتى، به مقدار فضيلتش ببخشد! و اگر (از اين فرمان) روى گردان شويد، من بر شما از عذاب روز بزرگى بيمناكم! (3)
(بدانيد) بازگشت شما بسوى «الله» است، و او بر هر چيز تواناست! (4)
آگاه باشيد، آنها (سرها را به هم نزديك ساخته، و) سينههاشان را در كنار هم قرارمىدهند، تا خود (و سخنان خويش) را از او ( پيامبر) پنهان دارند! آگاه باشيد، آنگاه كه آنها لباسهايشان را به خود مىپيچند و خويش را در آن پنهان مىكنند، (خداوند) مىداند آنچه را پنهان مىكنند و آنچه را آشكار مىسازند; چرا كه او، از اسرار درون سينهها، آگاه است! (5)
هيچ جنبندهاى در زمين نيست مگر اينكه روزى او بر خداست! او قرارگاه و محل نقل و انتقالش را مىداند; همه اينها در كتاب آشكارى ثبت است! ( در لوح محفوظ ، در كتاب علم خدا) (6)
او كسى است كه آسمانها و زمين را در شش روز ( شش دوران) آفريد; و عرش (حكومت) او، بر آب قرار داشت; (بخاطر اين آفريد) تا شما را بيازمايد كه كداميك عملتان بهتر است! و اگر (به آنها) بگويى: «شما بعد از مرگ، برانگيخته مىشويد! «، مسلما» كافران مىگويند: «اين سحرى آشكار است!» (7)
و اگر مجازات را تا زمان محدودى از آنها به تاخير اندازيم، (از روى استهزا مىگويند: «چه چيز مانع آن شده است؟!» آگاه باشيد، آن روز كه (عذاب) به سراغشان آيد، از آنها بازگردانده نخواهد شد; (و هيچ قدرتى مانع آن نخواهد بود;) و آنچه را مسخره مىكردند، دامانشان را مىگيرد! (8)
و اگر از جانب خويش، نعمتى به انسان بچشانيم، سپس آن را از او بگيريم، بسيار نوميد و ناسپاس خواهد بود! (9)
و اگر بعد از شدت و رنجى كه به او رسيده، نعمتهايى به او بچشانيم، مىگويد: «مشكلات از من برطرف شد، و ديگر باز نخواهد گشت!» و غرق شادى و غفلت و فخرفروشى مىشود... (10)
مگر آنها كه (در سايه ايمان راستين،) صبر و استقامت ورزيدند و كارهاى شايسته انجام دادند; كه براى آنها، آمرزش و اجر بزرگى است! (11)
شايد (ابلاغ) بعض آياتى را كه به تو وحى مىشود، (بخاطر عدم پذيرش آنها) ترك كنى (و به تاخير اندازى); و سينهات از اين جهت تنگ (و ناراحت) شود كه مىگويند: «چرا گنجى بر او نازل نشده؟! و يا چرا فرشتهاى همراه او نيامده است؟!» (ابلاغ كن، و نگران و ناراحت مباش! چرا كه) تو فقط بيم دهندهاى; و خداوند، نگاهبان و ناظر بر همه چيز است (;و به حساب آنان مىرسد)! (12)
آنها مىگويند: «او به دروغ اين (قرآن) را (به خدا) نسبت داده (و ساختگى است)!» بگو: «اگر راست مىگوييد، شما هم ده سوره ساختگى همانند اين قرآن بياوريد; و تمام كسانى را كه مىتوانيد -غير از خدا- (براى اين كار) دعوت كنيد!» (13)
و اگر آنها دعوت شما را نپذيرفتند، بدانيد (قرآن) تنها با علم الهى نازل شده; و هيچ معبودى جز او نيست! آيا با اين حال، تسليم مىشويد؟ (14)
كسانى كه زندگى دنيا و زينت آن را بخواهند، (نتيجه) اعمالشان را در همين دنيا بطور كامل به آنها مىدهيم; و چيزى كم و كاست از آنها نخواهد شد! (15)
(ولى) آنها در آخرت، جز آتش، (سهمى) نخواهند داشت; و آنچه را در دنيا (براى غير خدا) انجام دادند، بر باد مىرود; و آنچه را عمل مىكردند، باطل و بىاثر مىشود! (16)
آيا آن كس كه دليل آشكارى از پروردگار خويش دارد، و بدنبال آن، شاهدى از سوى او مىباشد، و پيش از آن، كتاب موسى كه پيشوا و رحمت بود (گواهى بر آن مىدهد، همچون كسى است كه چنين نباشد)؟! آنها ( حقطلبان و حقيقتجويان) به او (كه داراى اين ويژگيهاست،) ايمان مىآورند! و هر كس از گروههاى مختلف به او كافر شود، آتش وعدهگاه اوست! پس، ترديدى در آن نداشته باش كه آن حق است از پروردگارت! ولى بيشتر مردم ايمان نمىآورند! (17)
چه كسى ستمكارتر است از كسانى كه بر خدا افترا مىبندند؟! آنان (روز رستاخيز) بر پروردگارشان عرضه مىشوند، در حالى كه شاهدان ( پيامبران و فرشتگان) مىگويند: «اينها همانها هستند كه به پروردگارشان دروغ بستند! اى لعنت خدا بر ظالمان باد!» (18)
همانها كه (مردم را) از راه خدا بازمىدارند; و راه حق را كج و معوج نشان مىدهند; و به سراى آخرت كافرند! (19)
آنها هيچ گاه توانايى فرار در زمين را ندارند; و جز خدا، پشتيبانهايى نمىيابند! عذاب خدا براى آنها مضاعف خواهد بود; (چرا كه هم خودشان گمراه بودند، و هم ديگران را گمراه ساختند; ) آنها هرگز توانايى شنيدن (حق را) نداشتند; و (حقيقت را) نمىديدند! (20)
آنان كسانى هستند كه سرمايه وجود خود را از دست دادهاند; و تمام معبودهاى دروغين از نظرشان گم شدند... (21)
(به ناچار) آنها در سراى آخرت، قطعا از همه زيانكارترند! (22)
كسانى كه ايمان آوردند و كارهاى شايسته انجام دادند و در برابر پروردگارشان خضوع و خشوع كردند، آنها اهل بهشتند; و جاودانه در آن خواهند ماند! (23)
حال اين دو گروه ( مؤمنان و منكران)، حال «نابينا و كر» و «بينا و شنوا» است; آيا اين دو، همانند يكديگرند؟! آيا پند نمىگيرند؟! (24)
ما نوح را بسوى قومش فرستاديم (;نخستين بار به آنها گفت): «من براى شما بيمدهندهاى آشكارم! (25)
جز «الله» ( خداى يگانه يكتا) را نپرستيد; زيرا بر شما از عذاب روز دردناكى مىترسم! (26)
اشراف كافر قومش (در پاسخ او) گفتند: «ما تو را جز بشرى همچون خودمان نمىبينيم! و كسانى را كه از تو پيروى كردهاند، جز گروهى اراذل سادهلوح، مشاهده نمىكنيم; و براى شما فضيلتى نسبت به خود نمىبينيم; بلكه شما را دروغگو تصور مىكنيم!» (27)
(نوح) گفت: «اگر من دليل روشنى از پروردگارم داشته باشم، و از نزد خودش رحمتى به من داده باشد -و بر شما مخفى مانده- (آيا باز هم رسالت مرا انكار مىكنيد)؟! آيا ما مىتوانيم شما را به پذيرش اين دليل روشن مجبور سازيم، با اينكه شما كراهت داريد؟! (28)
اى قوم! من به خاطر اين دعوت، اجر و پاداشى از شما نمىطلبم; اجر من، تنها بر خداست! و من، آنها را كه ايمان آوردهاند، (بخاطر شما) از خود طرد نمىكنم; چرا كه آنها پروردگارشان را ملاقات خواهند كرد; (اگر آنها را از خود برانم، در دادگاه قيامت، خصم من خواهند بود;) ولى شما را قوم جاهلى مىبينم! (29)
اى قوم! چه كسى مرا در برابر (مجازات) خدا يارى مىدهد اگر آنان را طرد كنم؟! آيا انديشه نمىكنيد؟! (30)
من هرگز به شما نمىگويم خزائن الهى نزد من است! و غيب هم نمىدانم! و نمىگويم من فرشتهام! و (نيز) نمىگويم كسانى كه در نظر شما خوار مىآيند، خداوند خيرى به آنها نخواهد داد; خدا از دل آنان آگاهتر است! (با اين حال، اگر آنها را برانم،) در اين صورت از ستمكاران خواهم بود!» (31)
(نوح) گفت: «اگر خدا اراده كند، خواهد آورد; و شما قدرت فرار (از آن را) نخواهيد داشت! (32)
گفتند: «اى نوح! با ما جر و بحث كردى، و زياد هم جر و بحث كردى! (بس است!) اكنون اگر راستى مىگويى، آنچه را (از عذاب الهى) به ما وعده مىدهى بياور!» (33)
(اما چه سود كه) هرگاه خدا بخواهد شما را (بخاطر گناهانتان) گمراه سازد، و من بخواهم شما را اندرز دهم، اندرز من سودى به حالتان نخواهد داشت! او پروردگار شماست; و بسوى او بازگشت داده مىشويد.» (34)
(مشركان) مىگويند: «او ( محمد (ص)) اين سخنان را بدروغ به خدا نسبت داده است! « بگو: سخللّهاگر من اينها را از پيش خود ساخته باشم و به او نسبت دهم، گناهش بر عهده من است; ولى من از گناهان شما بيزارم!» (35)
به نوح وحى شد كه: «جز آنها كه (تاكنون) ايمان آوردهاند، ديگر هيچ كس از قوم تو ايمان نخواهد آورد! پس، از كارهايى كه مىكردند، غمگين مباش! (36)
و (اكنون) در حضور ما و طبق وحى ما، كشتى بساز! و درباره آنها كه ستم كردند شفاعت مكن، كه (همه) آنها غرق شدنى هستند!» (37)
او مشغول ساختن كشتى بود، و هر زمان گروهى از اشراف قومش بر او مىگذشتند، او را مسخره مىكردند; (ولى نوح) گفت: «اگر ما را مسخره مىكنيد، ما نيز شما را همينگونه مسخره خواهيم كرد! (38)
بزودى خواهيد دانست چه كسى عذاب خواركننده به سراغش خواهد آمد، و مجازات جاودان بر او وارد خواهد شد!» (39)
(اين وضع همچنان ادامه يافت) تا آن زمان كه فرمان ما فرا رسيد، و تنور جوشيدن گرفت; (به نوح) گفتيم: «از هر جفتى از حيوانات (از نر و ماده) يك زوج در آن (كشتى) حمل كن! همچنين خاندانت را (بر آن سوار كن) -مگر آنها كه قبلا وعده هلاك آنان داده شده ( همسر و يكى از فرزندانت)- و همچنين مؤمنان را!» اما جز عده كمى همراه او ايمان نياوردند! (40)
او گفت: «به نام خدا بر آن سوار شويد! و هنگام حركت و توقف كشتى، ياد او كنيد، كه پروردگارم آمرزنده و مهربان است!» (41)
و آن كشتى، آنها را از ميان امواجى همچون كوهها حركت ميداد; (در اين هنگام،) نوح فرزندش را كه در گوشهاى بود صدا زد: «پسرم! همراه ما سوار شو، و با كافران مباش!» (42)
گفت: «بزودى به كوهى پناه ميبرم تا مرا از آب حفظ كند!» (نوح) گفت: «امروز هيچ نگهدارى در برابر فرمان خدا نيسست; مگر آن كس را كه او رحم كند!» در اين هنگام، موج در ميان آن دو حايل شد; و او در زمره غرقشدگان قرار گرفت! (43)
و گفته شد: «اى زمين، آبت را فرو بر! و اى آسمان، خوددارى كن! و آب فرو نشست و كار پايان يافت و (كشتى) بر (دامنه كوه) جودى، پهلو گرفت; و (در اين هنگام،) گفته شد:» دور باد قوم ستمگر (از سعادت و نجات و رحمت خدا!)» (44)
نوح به پروردگارش عرض كرد: «پروردگارا! پسرم از خاندان من است; و وعده تو (در مورد نجات خاندانم) حق است; و تو از همه حكمكنندگان برترى!» (45)
فرمود: «اى نوح! او از اهل تو نيست! او عمل غير صالحى است ( فرد ناشايستهاى است)! پس، آنچه را از آن آگاه نيستى، از من مخواه! من به تو اندرز مىدهم تا از جاهلان نباشى!!» (46)
عرض كرد: «پروردگارا! من به تو پناه مىبرم كه از تو چيزى بخواهم كه از آن آگاهى ندارم! و اگر مرا نبخشى، و بر من رحم نكنى، از زيانكاران خواهم بود!» (47)
(به نوح) گفته شد: «اى نوح! با سلامت و بركاتى از ناحيه ما بر تو و بر تمام امتهايى كه با تواند، فرود آى! و امتهاى نيز هستند كه ما آنها را از نعمتها بهرهمند خواهيم ساخت، سپس عذاب دردناكى از سوى ما به آنها مىرسد (،چرا كه اين نعمتها را كفران مىكنند!)» (48)
اينها از خبرهاى غيب است كه به تو (اى پيامبر) وحى مىكنيم; نه تو، و نه قومت، اينها را پيش از اين نمىدانستيد! بنابر اين، صبر و استقامت كن، كه عاقبت از آن پرهيزگاران است! (49)
(ما) به سوى (قوم) عاد، برادرشان «هود» را فرستاديم; (به آنها) گفت: «اى قوم من! خدا را پرستش كنيد، كه معبودى جز او براى شما نيست! شما فقط تهمت مىزنيد (و بتها را شريك او مىخوانيد)! (50)
اى قوم من! من از شما براى اين (رسالت)، پاداشى نمىطلبم; پاداش من، تنها بر كسى است كه مرا آفريده است; آيا نمىفهميد؟! (51)
و اى قوم من! از پروردگارتان طلب آمرزش كنيد، سپس به سوى او بازگرديد، تا (باران) آسمان را پى در پى بر شما بفرستد; و نيرويى بر نيرويتان بيفزايد! و گنهكارانه، روى (از حق) بر نتابيد! سذللّه (52)
گفتند: «اى هود! تو دليل روشنى براى ما نياوردهاى! و ما خدايان خود را بخاطر حرف تو، رها نخواهيم كرد! و ما (اصلا) به تو ايمان نمىآوريم! (53)
ما (درباره تو) فقط مىگوييم: بعضى از خدايان ما، به تو زيان رسانده (و عقلت را ربوده)اند! سذللّه (هود) گفت: «من خدا را به شهادت مىطلبم، شما نيز گواه باشيد كه من بيزارم از آنچه شريك (خدا) قرارمىدهيد... (54)
از آنچه غير او (مىپرستيد)! حال كه چنين است، همگى براى من نقشه بكشيد; و مرا مهلت ندهيد! (اما بدانيد كارى از دست شما ساخته نيست!) (55)
من، بر «الله» كه پروردگار من و شماست، توكل كردهام! هيچ جنبندهاى نيست مگر اينكه او بر آن تسلط دارد; (اما سلطهاى با عدالت! چرا كه) پروردگار من بر راه راست است! (56)
پس اگر روى برگردانيد، من رسالتى را كه مامور بودم به شما رساندم; و پروردگارم گروه ديگرى را جانشين شما مىكند; و شما كمترين ضررى به او نمىرسايند; پروردگارم حافظ و نگاهبان هر چيز است!» (57)
و هنگامى كه فرمان ما فرا رسيد، «هود» و كسانى را كه با او ايمان آورده بودند، به رحمت خود نجات داديم; و آنها را از عذاب شديد، رهايى بخشيديم! (58)
و اين قوم «عاد» بود كه آيات پروردگارشان را انكار كردند; و پيامبران او را معصيت نمودند; و از فرمان هر ستمگر دشمن حق، پيروى كردند! (59)
آنان، در اين دنيا و روز قيامت، لعنت (و نام ننگينى) بدنبال دارند! بدانيد «عاد»نسبت به پروردگارشان كفر ورزيدند! دور باد «عاد» -قوم هود- (از رحمت خدا، و خير و سعادت)! (60)
و بسوى قوم «ثمود»، برادرشان «صالح» را (فرستاديم); گفت: «اى قوم من! خدا را پرستش كنيد، كه معبودى جز او براى شما نيست! اوست كه شما را از زمين آفريد، و آبادى آن را به شما واگذاشت! از او آمرزش بطلبيد، سپس به سوى او بازگرديد، كه پروردگارم (به بندگان خود) نزديك، و اجابتكننده (خواستههاى آنها) است!» (61)
گفتند: «اى صالح! تو پيش از اين، مايه اميد ما بودى! آيا ما را از پرستش آنچه پدرانمان مىپرستيدند، نهى مىكنى؟! در حالى كه ما، در مورد آنچه به سوى آن دعوتمان مىكنى، در شك و ترديد هستيم!» (62)
گفت: «اى قوم! اگر من دليل آشكارى از پروردگارم داشته باشم، و رحمتى از جانب خود به من داده باشد (،مىتوانم از ابلاغ رسالت او سرپيچى كنم)؟! اگر من نافرمانى او كنم، چه كسى مىتواند مرا در برابر وى يارى دهد؟! پس، (سخنان) شما، جز اطمينان به زيانكار بودنتان، چيزى بر من نمىافزايد! (63)
اى قوم من! اين «ناقه» خداوند است، كه براى شما نشانهاى است; بگذاريد در زمين خدا به چرا مشغول شود; هيچ گونه آزارى به آن نرسانيد، كه بزودى عذاب خدا شما را خواهد گرفت!» (64)
(اما) آنها آن (ناقه) را از پاى در آوردند! و (صالح به آنها) گفت: «(مهلت شما تمام شد!) سه روز در خانههايتان بهرهمند گرديد; (و بعد از آن، عذاب الهى فرا خواهد رسيد;) اين وعدهاى است كه دروغ نخواهد بود!» (65)
و هنگامى كه فرمان (مجازات) ما فرا رسيد، صالح و كسانى را كه با او ايمان آورده بودند، به رحمت خود (از آن عذاب) و از رسوايى آن روز، رهايى بخشيديم; چرا كه پروردگارت قوى و شكست ناپذير است! (66)
و كسانى را كه ستم كرده بودند، صيحه (آسمانى) فروگرفت; و در خانههايشان به روى افتادند و مردند... (67)
آنچنان كه گويى هرگز ساكن آن ديار نبودند! بدانيد قوم ثمود، پروردگارشان را انكار كردند! دور باد قوم ثمود (از رحمت پروردگار)! (68)
فرستادگان ما ( فرشتگان) براى ابراهيم بشارت آوردند; گفتند: «سلام!» (او نيز) گفت: «سلام! سذللّه و طولى نكشيد كه گوساله بريانى (براى آنها) آورد. (69)
(اما) هنگامى كه ديد دست آنها به آن نمىرسد (و از آن نمىخورند، كار) آنها را زشت شمرد; و در دل احساس ترس نمود. به او گفتند: «نترس! ما به سوى قوم لوط فرستاده شدهايم!» (70)
و همسرش ايستاده بود، (از خوشحالى) خنديد; پس او را بشارت به اسحاق، و بعد از او يعقوب داديم. (71)
گفت: «اى واى بر من! آيا من فرزند مىآورم در حالى كه پيرزنم، و اين شوهرم پيرمردى است؟! اين راستى چيز عجيبى است!» (72)
گفتند: «آيا از فرمان خدا تعجب ميكنى؟! اين رحمت خدا و بركاتش بر شما خانواده است; چرا كه او ستوده و والا است!» (73)
هنگامى كه ترس ابراهيم فرو نشست، و بشارت به او رسيد، درباره قوم لوط با ما مجادله مىكرد... (74)
چرا كه ابراهيم، بردبار و دلسوز و بازگشتكننده (بسوى خدا) بود! (75)
اى ابراهيم! از اين (درخواست) صرفنظر كن، كه فرمان پروردگارت فرا رسيده; و بطور قطع عذاب (الهى) به سراغ آنها مىآيد; و برگشت ندارد! (76)
و هنگامى كه رسولان ما ( فرشتگان عذاب) به سراغ لوط آمدند، از آمدنشان ناراحت شد; و قلبش پريشان گشت; و گفت: «امروز روز سختى است!» (زيرا آنها را نشناخت; و ترسيد قوم تبهكار مزاحم آنها شوند.) (77)
قوم او (بقصد مزاحمت ميهمانان) بسرعت به سراغ او آمدند -و قبلا كارهاى بد انجام مىدادند- گفت: «اى قوم من! اينها دختران منند; براى شما پاكيزهترند! (با آنها ازدواج كنيد; و از زشتكارى چشم بپوشيد!) از خدا بترسيد; و مرا در مورد ميهمانانم رسوا نسازيد! آيا در ميان شما يك مرد فهميده و آگاه وجود ندارد؟!» (78)
گفتند: «تو كه مىدانى ما تمايلى به دختران تو نداريم; و خوب مىدانى ما چه مىخواهيم!» (79)
گفت: «(افسوس!) اى كاش در برابر شما قدرتى داشتم; يا تكيهگاه و پشتيبان محكمى در اختيار من بود! (آنگاه مىدانستم با شما زشتسيرتان ددمنش چه كنم!)» (80)
(فرشتگان عذاب) گفتند: «اى لوط! ما فرستادگان پروردگار توايم! آنها هرگز دسترسى به تو پيدا نخواهند كرد! در دل شب، خانوادهات را (از اين شهر) حركت ده! و هيچ يك از شما پشت سرش را نگاه نكند; مگر همسرت، كه او هم به همان بلايى كه آنها گرفتار مىشوند، گرفتار خواهد شد! موعد آنها صبح است; آيا صبح نزديك نيست؟!» (81)
و هنگامى كه فرمان ما فرا رسيد، آن (شهر و ديار) را زير و رو كرديم; و بارانى از سنگ ( گلهاى متحجر) متراكم بر روى هم، بر آنها نازل نموديم... (82)
(سنگهايى كه) نزد پروردگارت نشاندار بود; و آن، (از ساير) ستمگران دور نيست! (83)
و بسوى «مدين» برادرشان شعيب را (فرستاديم); گفت: «اى قوم من! خدا را پرستش كنيد، كه جز او، معبود ديگرى براى شما نيست! پيمانه و وزن را كم نكنيد (و دست به كمفروشى نزنيد)! من (هم اكنون) شما را در نعمت مىبينم; (ولى) از عذاب روز فراگير، بر شما بيمناكم! (84)
و اى قوم من! پيمانه و وزن را با عدالت، تمام دهيد! و بر اشياء (و اجناس) مردم، عيب نگذاريد; و از حق آنان نكاهيد! و در زمين به فساد نكوشيد! (85)
آنچه خداوند براى شما باقى گذارده (از سرمايههاى حلال)، برايتان بهتر است اگر ايمان داشته باشيد! و من، پاسدار شما (و مامور بر اجبارتان به ايمان) نيستم! (86)
گفتند: «اى شعيب! آيا نمازت به تو دستور مىدهد كه آنچه را پدرانمان مىپرستيدند، ترك كنيم; يا آنچه را مىخواهيم در اموالمان انجام ندهيم؟! تو كه مرد بردبار و فهميدهاى هستى! سذللّه (87)
گفت: «اى قوم! به من بگوييد، هرگاه من دليل آشكارى از پروردگارم داشته باشم، و رزق (و موهبت) خوبى به من داده باشد، (آيا مىتوانم بر خلاف فرمان او رفتار كنم؟!) من هرگز نمىخواهم چيزى كه شما را از آن باز مىدارم، خودم مرتكب شوم! من جز اصلاح -تا آنجا كه توانايى دارم- نمىخواهم! و توفيق من، جز به خدا نيست! بر او توكل كردم; و به سوى او بازمىگردم! (88)
و اى قوم من! دشمنى و مخالفت با من، سبب نشود كه شما به همان سرنوشتى كه قوم نوح يا قوم هود يا قوم صالح گرفتار شدند، گرفتار شويد! و قوم لوط از شما چندان دور نيست! (89)
از پروردگار خود، آمرزش بطلبيد; و به سوى او بازگرديد; كه پروردگارم مهربان و دوستدار (بندگان توبهكار) است!» (90)
گفتند: «اى شعيب! بسيارى از آنچه را مىگويى، ما نمىفهميم! و ما تو را در ميان خود، ضعيف مىيابيم; و اگر (بخاطر) قبيله كوچكت نبود، تو را سنگسار مىكرديم; و تو در برابر ما قدرتى ندارى!» (91)
گفت: «اى قوم! آيا قبيله كوچك من، نزد شما عزيزتر از خداوند است؟! در حالى كه (فرمان) او را پشت سر انداختهايد! پروردگارم به آنچه انجام مىدهيد، احاطه دارد (و آگاه است)! (92)
اى قوم! هر كارى از دستتان ساخته است، انجام دهيد، من هم كار خود را خواهم كرد; و بزودى خواهيد دانست چه كسى عذاب خواركننده به سراغش مىآيد، و چه كسى دروغگوست! شما انتظار بكشيد، من هم در انتظارم!» (93)
و هنگامى كه فرمان ما فرا رسيد، شعيب و كسانى را كه با او ايمان آورده بودند، به رحمت خود نجات داديم; و آنها را كه ستم كردند، صيحه (آسمانى) فرو گرفت; و در ديار خود، به رو افتادند (و مردند)... (94)
آنچنان كه گويى هرگز از ساكنان آن (ديار) نبودند! دور باد مدين (و اهل آن) از رحمت خدا، همان گونه كه قوم ثمود دور شدند! (95)
ما، موسى را با آيات خود و دليل آشكارى فرستاديم... (96)
بسوى فرعون و اطرافيانش; اما آنها از فرمان فرعون پيروى كردند; در حالى كه فرمان فرعون، مايه رشد و نجات نبود! (97)
روز قيامت، او در پيشاپيش قومش خواهد بود; و (به جاى چشمههاى زلال بهشت) آنها را وارد آتش مىكند! و چه بد آبشخورى است (آتش)، كه بر آن وارد مىشوند! (98)
آنان در اين جهان و روز قيامت، لعنتى بدنبال دارند; و چه بد عطايى است (لعن و دورى از رحمت خدا)، كه نصيب آنان مىشود! (99)
اين از اخبار شهرها و آباديهاست كه ما براى تو بازگو مىكنيم; كه بعضى (هنوز) برپا هستند، و بعضى درو شدهاند (و از ميان رفتهاند)! (100)
ما به آنها ستم نكرديم; بلكه آنها خودشان بر خويشتن ستم روا داشتند! و هنگامى كه فرمان مجازات الهى فرا رسيد، معبودانى را كه غير از خدا مىخواندند، آنها را يارى نكردند; و جز بر هلاكت آنان نيفزودند! (101)
و اينچنين است مجازات پروردگار تو، هنگامى كه شهرها و آباديهاى ظالم را مجازات مىكند! (آرى،) مجازات او، دردناك و شديد است! (102)
در اين، نشانهاى است براى كسى كه از عذاب آخرت مىترسد; همان روزى است كه مردم در آن جمع مىشوند، و روزى كه همه آن را مشاهده مىكنند. (103)
و ما آن (مجازات) را، جز تا زمان محدودى، تاخير نمىاندازيم! (104)
آن روز كه (قيامت و زمان مجازات) فرا رسد، هيچ كس جز به اجازه او سخن نمىگويد; گروهى بدبختند و گروهى خوشبخت! (105)
اما آنها كه بدبخت شدند، در آتشند; و براى آنان در آنجا، «زفير» و «شهيق» ( نالههاى طولانى دم و بازدم) است... (106)
جاودانه در آن خواهند ماند، تا آسمانها و زمين برپاست; مگر آنچه پروردگارت بخواهد! پروردگارت هر چه را بخواهد انجام مىدهد! (107)
اما آنها كه خوشبخت و سعادتمند شدند، جاودانه در بهشت خواهند ماند، تا آسمانها و زمين برپاست، مگر آنچه پروردگارت بخواهد! بخششى است قطع نشدنى! (108)
پس شك و ترديدى (در باطل بودن) معبودهايى كه آنها مىپرستند، به خود راه مده! آنها همانگونه اين معبودها را پرستش مىكنند كه پدرانشان قبلا مىپرستيدند، و ما نصيب آنان را بىكم و كاست خواهيم داد! (109)
ما به موسى كتاب آسمانى داديم; سپس در آن اختلاف شد; و اگر فرمان قبلى خدا (در زمينهآزمايش و اتمام حجت بر آنها) نبود، در ميان آنان داورى مىشد! و آنها (هنوز) در شكاند، شكى آميخته به بدگمانى! (110)
و پروردگارت اعمال هر يك را بىكم و كاست به آنها خواهد داد; او به آنچه عمل مىكنند آگاه است! (111)
پس همانگونه كه فرمان يافتهاى، استقامت كن; و همچنين كسانى كه با تو بسوى خدا آمدهاند (بايد استقامت كنند)! و طغيان نكنيد، كه خداوند آنچه را انجام مىدهيد مىبيند! (112)
و بر ظالمان تكيه ننماييد، كه موجب مىشود آتش شما را فرا گيرد; و در آن حال، هيچ ولى و سرپرستى جز خدا نخواهيد داشت; و يارى نمىشويد! (113)
در دو طرف روز، و اوايل شب، نماز را برپا دار; چرا كه حسنات، سيئات (و آثار آنها را) از بين مىبرند; اين تذكرى است براى كسانى كه اهل تذكرند! (114)
و شكيبايى كن، كه خداوند پاداش نيكوكاران را ضايع نخواهد كرد! (115)
چرا در قرون (و اقوام) قبل از شما، دانشمندان صاحب قدرتى نبودند كه از فساد در زمين جلوگيرى كنند؟! مگر اندكى از آنها، كه نجاتشان داديم! و آنان كه ستم مىكردند، از تنعم و كامجوئى پيروى كردند; و گناهكار بودند (و نابود شدند)! (116)
و چنين نبود كه پروردگارت آباديها را بظلم و ستم نابود كند در حالى كه اهلش در صدد اصلاح بوده باشند! (117)
و اگر پروردگارت مىخواست، همه مردم را يك امت (بدون هيچ گونه اختلاف) قرار مىداد; ولى آنها همواره مختلفند... (118)
مگر كسى را كه پروردگارت رحم كند! و براى همين (پذيرش رحمت) آنها را آفريد! و فرمان پروردگارت قطعى شده كه: جهنم را از همه (سركشان و طاغيان) جن و انس پر خواهم كرد! (119)
ما از هر يك از سرگذشتهاى انبيا براى تو بازگو كرديم، تا به وسيله آن، قلبت را آرامش بخشيم; و ارادهات قوى گردد. و در اين (اخبار و سرگذشتها،) براى تو حق، و براى مؤمنان موعظه و تذكر آمده است. (120)
و به آنها كه ايمان نمىآورند، بگو: «هر چه در قدرت داريد، انجام دهيد! ما هم انجام مىدهيم! (121)
و انتظار بكشيد! ما هم منتظريم! (122)
و (آگاهى از) غيب (و اسرار نهان) آسمانها و زمين، تنها از آن خداست; و همه كارها به سوى او بازمىگردد! پس او را پرستش كن! و بر او توكل نما! و پروردگارت از كارهايى كه مىكنيد، هرگز غافل نيست! (123)