سورة مريم - سورة 19 - تعداد آيه 98
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
كهيعص
ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا
إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا
قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا
وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا
يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا
يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا
قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا
قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا
قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا
فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا
يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا
وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا
وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا
وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا
فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا
قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا
قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا
قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا
فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا
فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا
فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا
فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا
يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا
فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا
وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا
وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا
ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ
مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ
أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا
يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا
يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا
يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا
قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا
قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا
وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا
وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا
وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا
وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا
وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا
وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا
فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا
جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا
لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا
تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا
وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا
وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا
أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا
فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا
ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا
ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا
وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَّقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا
قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا
وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا
أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا
كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا
وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا
وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا
كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا
أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا
فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا
يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا
وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا
لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا
لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا
أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا
وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا
إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا
لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا
وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا
سوره مریم
به نام خداوند بخشنده بخشايشگر
كهيعص (1)
(اين) يادى است از رحمت پروردگار تو نسبت به بندهاش زكريا... (2)
در آن هنگام كه پروردگارش را در خلوتگاه (عبادت) پنهان خواند... (3)
گفت: «پروردگارا! استخوانم سست شده; و شعله پيرى تمام سرم را فراگرفته; و من هرگز در دعاى تو، از اجابت محروم نبودهام! (4)
و من از بستگانم بعد از خودم بيمناكم (كه حق پاسدارى از آيين تو را نگاه ندارند)! و (از طرفى) همسرم نازا و عقيم است; تو از نزد خود جانشينى به من ببخش... (5)
كه وارث من و دودمان يعقوب باشد; و او را مورد رضايتت قرار ده!» (6)
اى زكريا! ما تو را به فرزندى بشارت مىدهيم كه نامش «يحيى» است; و پيش از اين، همنامى براى او قرار ندادهايم! (7)
گفت: «پروردگارا! چگونه براى من فرزندى خواهد بود؟! در حالى كه همسرم نازا و عقيم است، و من نيز از شدت پيرى افتاده شدهام!» (8)
فرمود: «پروردگارت اين گونه گفته (و اراده كرده)! اين بر من آسان است; و قبلا تو را آفريدم در حالى كه چيزى نبودى!» (9)
عرض كرد: «پروردگارا! نشانهاى براى من قرار ده!» فرمود: «نشانه تو اين است كه سه شبانه روز قدرت تكلم (با مردم) نخواهى داشت; در حالى كه زبانت سالم است!» (10)
او از محراب عبادتش به سوى مردم بيرون آمد; و با اشاره به آنها گفت: «(بشكرانه اين موهبت،) صبح و شام خدا را تسبيح گوييد!» (11)
اى يحيى! كتاب (خدا) را با قوت بگير! و ما فرمان نبوت (و عقل كافى) در كودكى به او داديم! (12)
و رحمت و محبتى از ناحيه خود به او بخشيديم، و پاكى (دل و جان)! و او پرهيزگار بود! (13)
او نسبت به پدر و مادرش نيكوكار بود; و جبار (و متكبر) و عصيانگر نبود! (14)
سلام بر او، آن روز كه تولد يافت، و آن روز كه مىميرد، و آن روز كه زنده برانگيخته مىشود! (15)
و در اين كتاب (آسمانى)، مريم را ياد كن، آن هنگام كه از خانوادهاش جدا شد، و در ناحيه شرقى (بيت المقدس) قرار گرفت; (16)
و ميان خود و آنان حجابى افكند (تا خلوتگاهش از هر نظر براى عبادت آماده باشد). در اين هنگام، ما روح خود را بسوى او فرستاديم; و او در شكل انسانى بىعيب و نقص، بر مريم ظاهر شد! (17)
او (سخت ترسيد و) گفت: «من از شر تو، به خداى رحمان پناه مىبرم اگر پرهيزگارى! (18)
گفت: «من فرستاده پروردگار توام; (آمدهام) تا پسر پاكيزهاى به تو ببخشم!» (19)
گفت: «چگونه ممكن است فرزندى براى من باشد؟! در حالى كه تاكنون انسانى با من تماس نداشته، و زن آلودهاى هم نبودهام!» (20)
گفت: «مطلب همين است! پروردگارت فرموده: اين كار بر من آسان است! (ما او را مىآفرينيم، تا قدرت خويش را آشكار سازيم;) و او را براى مردم نشانهاى قرار دهيم; و رحمتى باشد از سوى ما! و اين امرى است پايان يافته (و جاى گفتگو ندارد)!» (21)
سرانجام (مريم) به او باردار شد; و او را به نقطه دور دستى برد (و خلوت گزيد) (22)
درد زايمان او را به كنار تنه درخت خرمايى كشاند; (آنقدر ناراحت شد كه) گفت: «اى كاش پيش از اين مرده بودم، و بكلى فراموش مىشدم!» (23)
ناگهان از طرف پايين پايش او را صدا زد كه: «غمگين مباش! پروردگارت زير پاى تو چشمه آبى (گوارا) قرار داده است! (24)
و اين تنه نخل را به طرف خود تكان ده، رطب تازهاى بر تو فرو مىريزد! (25)
(از اين غذاى لذيذ) بخور; و (از آن آب گوارا) بنوش; و چشمت را (به اين مولود جديد) روشن دار! و هرگاه كسى از انسانها را ديدى، (با اشاره) بگو: من براى خداوند رحمان روزهاى نذر كردهام; بنابراين امروز با هيچ انسانى هيچ سخن نمىگويم! (و بدان كه اين نوزاد، خودش از تو دفاع خواهد كرد!)» (26)
(مريم) در حالى كه او را در آغوش گرفته بود، نزد قومش آورد; گفتند: «اى مريم! كار بسيار عجيب و بدى انجام دادى! (27)
اى خواهر هارون! نه پدرت مرد بدى بود، و نه مادرت زن بد كارهاى!!» (28)
(مريم) به او اشاره كرد; گفتند: «چگونه با كودكى كه در گاهواره است سخن بگوييم؟!» (29)
(ناگهان عيسى زبان به سخن گشود و) گفت: «من بنده خدايم; او كتاب (آسمانى) به من داده; و مرا پيامبر قرار داده است! (30)
و مرا -هر جا كه باشم- وجودى پربركت قرار داده; و تا زمانى كه زندهام، مرا به نماز و زكات توصيه كرده است! (31)
و مرا نسبت به مادرم نيكوكار قرار داده; و جبار و شقى قرار نداده است! (32)
و سلام (خدا) بر من، در آن روز كه متولد شدم، و در آن روز كه مىميرم، و آن روز كه زنده برانگيخته خواهم شد!» (33)
اين است عيسى پسر مريم; گفتار حقى كه در آن ترديد مىكنند! (34)
هرگز براى خدا شايسته نبود كه فرزندى اختيار كند! منزه است او! هرگاه چيزى را فرمان دهد، مىگويد: «موجود باش!» همان دم موجود مىشود! (35)
و خداوند، پروردگار من و شماست! او را پرستش كنيد; اين است راه راست! (36)
ولى (بعد از او) گروههايى از ميان پيروانش اختلاف كردند; واى به حال كافران از مشاهده روز بزرگ (رستاخيز)! (37)
در آن روز كه نزد ما مىآيند، چه گوشهاى شنوا و چه چشمهاى بينايى پيدا مىكنند! ولى اين ستمگران امروز در گمراهى آشكارند! (38)
آنان را از روز حسرت ( روز رستاخيز كه براى همه مايه تاسف است) بترسان، در آن هنگام كه همه چيز پايان مىيابد! و آنها در غفلتند و ايمان نمىآورند! (39)
ما، زمين و تمام كسانى را كه بر آن هستند، به ارث مىبريم; و همگى بسوى ما بازگردانده مىشوند! (40)
در اين كتاب، ابراهيم را ياد كن، كه او بسيار راستگو، و پيامبر (خدا) بود! (41)
هنگامى كه به پدرش گفت: «اى پدر! چرا چيزى را مىپرستى كه نه مىشنود، و نه مىبيند، و نه هيچ مشكلى را از تو حل مىكند؟! (42)
اى پدر! دانشى براى من آمده كه براى تو نيامده است; بنابر اين از من پيروى كن، تا تو را به راه راست هدايت كنم! (43)
اى پدر! شيطان را پرستش مكن، كه شيطان نسبت به خداوند رحمان، عصيانگر بود! (44)
اى پدر! من از اين مىترسم كه از سوى خداوند رحمان عذابى به تو رسد، در نتيجه از دوستان شيطان باشى!» (45)
گفت: «اى ابراهيم! آيا تو از معبودهاى من روى گردانى؟! اگر (از اين كار) دست برندارى، تو را سنگسار مىكنم! و براى مدتى طولانى از من دور شو!» (46)
(ابراهيم) گفت: «سلام بر تو! من بزودى از پروردگارم برايت تقاضاى عفو مىكنم; چرا كه او همواره نسبت به من مهربان بوده است! (47)
و از شما، و آنچه غير خدا مىخوانيد، كنارهگيرى مىكنم; و پروردگارم را مىخوانم; و اميدوارم در خواندن پروردگارم بىپاسخ نمانم!» (48)
هنگامى كه از آنان و آنچه غير خدا مىپرستيدند كنارهگيرى كرد، ما اسحاق و يعقوب را به او بخشيديم; و هر يك را پيامبرى (بزرگ) قرار داديم! (49)
و از رحمت خود به آنان عطا كرديم; و براى آنها نام نيك و مقام برجستهاى (در ميان همه امتها) قرار داديم! (50)
و در اين كتاب (آسمانى) از موسى ياد كن، كه او مخلص بود، و رسول و پيامبرى والا مقام! (51)
ما او را از طرف راست (كوه) طور فراخوانديم; و نجواكنان او را (به خود) نزديك ساختيم; (52)
و ما از رحمت خود، برادرش هارون را -كه پيامبر بود- به او بخشيديم. (53)
و در اين كتاب (آسمانى) از اسماعيل (نيز) ياد كن، كه او در وعدههايش صادق، و رسول و پيامبرى (بزرگ) بود! (54)
او همواره خانوادهاش را به نماز و زكات فرمان مىداد; و همواره مورد رضايت پروردگارش بود. (55)
و در اين كتاب، از ادريس (نيز) ياد كن، او بسيار راستگو و پيامبر (بزرگى) بود. (56)
و ما او را به مقام والايى رسانديم. (57)
آنها پيامبرانى بودند كه خداوند مشمول نعمتشان قرار داده بود، از فرزندان آدم، و از كسانى كه با نوح بر كشتى سوار كرديم، و از دودمان ابراهيم و يعقوب، و از كسانى كه هدايت كرديم و برگزيديم. آنها كسانى بودند كه وقتى آيات خداوند رحمان بر آنان خوانده مىشد به خاك مىافتادند، در حالى كه سجده مىكردند و گريان بودند. (58)
اما پس از آنان، فرزندان ناشايستهاى روى كار آمدند كه نماز را تباه كردند، و از شهوات پيروى نمودند; و بزودى (مجازات) گمراهى خود را خواهند ديد! (59)
مگر آنان كه توبه كنند، و ايمان بياورند، و كار شايسته انجام دهند; چنين كسانى داخل بهشت مىشوند، و كمترين ستمى به آنان نخواهد شد. (60)
وارد باغهايى جاودانى مىشوند كه خداوند رحمان بندگانش را به آن وعده داده است; هر چند آن را نديدهاند; مسلما وعده خدا تحقق يافتنى است! (61)
در آن جا هرگز گفتار لغو و بيهودهاى نمىشنوند; و جز سلام در آن جا سخنى نيست; و هر صبح و شام، روزى آنان در بهشت مقرر است. (62)
اين همان بهشتى است كه به بندگان پرهيزگار خود، به ارث مىدهيم. (63)
(پس از تاخير وحى، جبرئيل به پيامبر عرض كرد:) ما جز بفرمان پروردگار تو، نازل نمىشويم; آنچه پيش روى ما، و پشت سر ما، و آنچه ميان اين دو مىباشد، همه از آن اوست; و پروردگارت هرگز فراموشكار نبوده (و نيست)! (64)
همان پروردگار آسمانها و زمين، و آنچه ميان آن دو قرار دارد! او را پرستش كن; و در راه عبادتش شكيبا باش! آيا مثل و مانندى براى او مىيابى؟! (65)
انسان مىگويد: «آيا پس از مردن، زنده (از قبر) بيرون خواهم آمد؟!» (66)
آيا انسان به خاطر نمىآورد كه ما پيش از اين او را آفريديم در حالى كه چيزى نبود؟! (67)
سوگند به پروردگارت كه همه آنها را همراه با شياطين در قيامت جمع مىكنيم; سپس همه را -در حالى كه به زانو درآمدهاند- گرداگرد جهنم حاضر مىسازيم. (68)
سپس از هر گروه و جمعيتى، كسانى را كه در برابر خداوند رحمان از همه سركش تر بودهاند، جدا مىكنيم. (69)
بعد از آن، ما بخوبى از كسانى كه براى سوختن در آتش سزاوارترند، آگاهتريم! (70)
و همه شما (بدون استثنا) وارد جهنم مىشويد; اين امرى است حتمى و قطعى بر پروردگارت! (71)
سپس آنها را كه تقوا پيشه كردند از آن رهايى مىبخشيم; و ظالمان را -در حالى كه (از ضعف و ذلت) به زانو درآمدهاند- در آن رها مىسازيم. (72)
و هنگامى كه آيات روشن ما بر آنان خوانده مىشود، كافران به مؤمنان مىگويند: «كدام يك از دو گروه ( ما و شما) جايگاهش بهتر، و جلسات انس و مشورتش زيباتر، و بخشش او بيشتر است؟ !» (73)
چه بسيار اقوامى را پيش از آنان نابود كرديم كه هم مال و ثروتشان از آنها بهتر بود، و هم ظاهرشان آراستهتر! (74)
بگو: «كسى كه در گمراهى است، بايد خداوند به او مهلت دهد تا زمانى كه وعده الهى را با چشم خود ببينند: يا عذاب (اين دنيا)، يا (عذاب) قيامت! (آن روز) خواهند دانست چه كسى جايش بدتر، و لشكرش ناتوانتر است!» (75)
(اما) كسانى كه در راه هدايت گام نهادند، خداوند بر هدايتشان مىافزايد; و آثار شايستهاى كه (از انسان) باقى مىماند، ثوابش در پيشگاه پروردگارت بهتر، و عاقبتش خوبتر است! (76)
آيا ديدى كسى را كه به آيات ما كافر شد، و گفت: «اموال و فرزندان فراوانى به من داده خواهد شد»؟! (77)
آيا او از غيب آگاه گشته، يا نزد خدا عهد و پيمانى گرفته است؟! (78)
هرگز چنين نيست! ما بزودى آنچه را مىگويد مىنويسيم و عذاب را بر او مستمر خواهيم داشت! (79)
آنچه را او مىگويد (از اموال و فرزندان)، از او به ارث مىبريم، و به صورت تنها نزد ما خواهد آمد! (80)
و آنان غير از خدا، معبودانى را براى خود برگزيدند تا مايه عزتشان باشد! (چه پندار خامى!) (81)
هرگز چنين نيست! به زودى (معبودها) منكر عبادت آنان خواهند شد; (بلكه) بر ضدشان قيام مىكنند! (82)
آيا نديدى كه ما شياطين را بسوى كافران فرستاديم تا آنان را شديدا تحريك كنند؟! (83)
پس درباره آنان شتاب مكن; ما آنها (و اعمالشان) را به دقت شماره ميكنيم! (84)
در آن روز كه پرهيزگاران را دسته جمعى بسوى خداوند رحمان (و پاداشهاى او) محشور مىكنيم... (85)
و مجرمان را (همچون شتران تشنهكامى كهبه سوى آبگاه مىروند) به جهنم مىرانيم... (86)
آنان هرگز مالك شفاعت نيستند; مگر كسى كه نزد خداوند رحمان، عهد و پيمانى دارد. (87)
و گفتند: «خداوند رحمان فرزندى براى خود برگزيده است». (88)
راستى مطلب زشت و زنندهاى گفتيد! (89)
نزديك است به خاطر اين سخن آسمانها از هم متلاشى گردد، و زمين شكافته شود، و كوهها بشدت فرو ريزد... (90)
از اين رو كه براى خداوند رحمان فرزندى قائل شدند! (91)
در حالى كه هرگز براى خداوند رحمان سزاوار نيست كه فرزندى برگزيند! (92)
تمام كسانى كه در آسمانها و زمين هستند، بنده اويند! (93)
خداوند همه آنها را احصا كرده، و به دقت شمرده است! (94)
و همگى روز رستاخيز، تك و تنها نزد او حاضر مىشوند! (95)
مسلما كسانى كه ايمان آورده و كارهاى شايسته انجام دادهاند، خداوند رحمان محبتى براى آنان در دلها قرار مىدهد! (96)
و ما فقط آن ( قرآن) را بر زبان تو آسان ساختيم تا پرهيزگاران را بوسيله آن بشارت دهى، و دشمنان سرسخت را با آنان انذار كنى. (97)
چه بسيار اقوام (بىايمان و گنهكارى) را كه پيش از آنان هلاك كرديم; آيا احدى از آنها را احساس مىكنى؟! يا كمترين صدايى از آنان مىشنوى؟! (98)